هل تعلم من هو الفاروق ؟
الفاروق هو سيدنا عمر لقد كان سيدنا عمر بن الخطاب قدوة في العديد من المواقف فحق للنبي صلي الله عليه وسلم أن يقول - " لو كان نبيا بعدي لكان عمر "
يعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العظماء في التاريخ الإسلامي، وقد لُقّب بالفاروق لأنه كان يفرّق بين الحق والباطل. تميزت حياة عمر بن الخطاب بالقوة، والعدل، والورع، والزهد، وكان مثالًا للحاكم المسلم العادل الذي يضع مصلحة الأمة فوق مصلحته الشخصية. لم يكن مجرد خليفة، بل كان رجل دولة وصاحب رؤية إصلاحية أسست لمبادئ الحكم الرشيد في الإسلام.
إنه الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل إنه عمر بن الخطاب الذى إذا لقيه الشيطان ترك له الطريق وسار من طريق أخر. وكان عمر قد سبق غيره في كثير من الأمور رغبة في رضا ربه فكان له الأولية في العديد من هذه الأمور التي نذكر منها .
![]() |
لمحات من حياة الفاروق عمر بن الخطاب |
نسب عمر بن الخطاب ونشأته
وُلد عمر بن الخطاب في مكة المكرمة بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، أي حوالي سنة 586 ميلادية. ينتمي إلى قبيلة قريش، حيث يجتمع نسبه مع النبي محمد ﷺ في الجدّ كعب بن لؤي.
نشأ في مكة في بيئة قاسية، وكان معروفًا بين قومه بالشجاعة والفروسية، كما تعلم الفروسية والمصارعة وركوب الخيل منذ صغره، مما أكسبه قوة جسدية وشخصية صارمة.
كان عمر بن الخطاب متعلمًا، فقد كان من القلائل في قريش الذين عرفوا القراءة والكتابة، كما عمل في التجارة وحقق مكانة جيدة بين قومه قبل الإسلام.
إسلام عمر بن الخطاب
من أعظم محطات سيرة عمر بن الخطاب قصة إسلامه التي تُظهر قوة إيمانه بعد أن كان من أشد أعداء الدعوة الإسلامية.
في البداية، كان يعارض الإسلام بشدة ويؤذي المسلمين، حتى أنه خرج يومًا متجهًا ليقتل النبي ﷺ، وفي طريقه علم أن أخته "فاطمة بنت الخطاب" وزوجها قد أسلما.
دخل بيتهما غاضبًا، وسمع آيات من سورة "طه"، فرقّ قلبه وطلب أن يقرأها. وعندما قرأ القرآن شعر بعظمة كلام الله، فانشرح صدره للإسلام، وذهب مباشرة إلى النبي ﷺ ليعلن إسلامه جهارًا، فكبّر المسلمون فرحًا بذلك.
كان إسلامه نقطة تحول كبيرة، إذ أصبح المسلمون بعده أكثر جرأة في إعلان شعائرهم، حتى قال عبد الله بن مسعود:
"ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر."
دور عمر بن الخطاب في عهد النبي ﷺ
منذ لحظة إسلامه، أصبح عمر من أقوى أنصار الإسلام. شارك في الغزوات الكبرى مثل بدر وأحد والخندق وحنين، وكان من المقربين للنبي ﷺ، حتى أنه كثيرًا ما استشاره في القرارات الهامة.
ومن مواقفه المشهورة أنه اقترح أن يُتخذ مقام إبراهيم مصلى، فنزل القرآن مؤيدًا لرأيه. كذلك كان من أصحاب الرأي السديد في أسرى بدر، حيث أشار بقتلهم بينما مال النبي ﷺ وأبو بكر رضي الله عنه للعفو عنهم.
خلافة عمر بن الخطاب
بعد وفاة النبي ﷺ، تولى أبو بكر الصديق الخلافة، وكان عمر وزيره ومستشاره الأول. وبعد وفاة أبي بكر سنة 13هـ، بويع عمر بالخلافة ليصبح ثاني الخلفاء الراشدين.
إنجازات خلافة عمر بن الخطاب
التوسع الإسلامي في عهده اتسعت الدولة الإسلامية بشكل غير مسبوق، ففتحت العراق وفارس، والشام، ومصر.
الإدارة والنظم: أنشأ الدواوين لتنظيم الجيوش والأموال.وضع نظام العطاء وفقًا للسابقة في الإسلام.
أسس التقويم الهجري: الذي ما زال مستخدمًا حتى اليوم.
القضاء والعدل: عُرف بعدله المشهور حتى أصبح مضرب المثل، حيث كان يتفقد أحوال الرعية بنفسه ليلًا ونهارًا.
من أشهر مواقفه: حمله الدقيق على ظهره ليطعم امرأة وأطفالها في الليل دون أن يعرفه أحد.
الزهد والتواضع: كان يعيش حياة بسيطة رغم اتساع الدولة الإسلامية. كان يلبس المرقع من الثياب، ويأكل الخشن من الطعام، ويقول: لو شئت لكنت أطيبكم طعامًا وألينكم لباسًا، ولكني أستبقي طيباتي.
عدل عمر بن الخطاب
ارتبط اسم عمر بن الخطاب بالعدل حتى صار مثالًا للحاكم العادل. لم يكن يفرق بين مسلم وغير مسلم، أو بين غني وفقير. من أشهر قصص عدله: أن أحد المسلمين تشاجر مع مسيحي مصري فضربه ظلمًا، فلما علم عمر استدعى المسلم وضربه وقال عبارته المشهورة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
صفات عمر بن الخطاب
- الشجاعة: لم يخف من إعلان إسلامه جهارًا.
- الحكمة: كان مستشارًا أمينًا للنبي ﷺ وأبي بكر رضي الله عنه.
- الزهد: عاش حياة بسيطة رغم مكانته.
- القوة والهيبة: كان الناس يهابونه، حتى قال بعضهم: كنا نقول قبل أن يسلم عمر: لا يستطيع أحد أن يعلن إسلامه، فلما أسلم أعلن عمر جهارًا فأسلمنا معه.
مقتطفات من حياة عمر
- أول من كان إسلامه جهرا وأول من هاجر جهرا.
- أول من لقب بأمير المؤمنين. وأول من وضع التقويم الهجري.
- أول من صلي بالناس قيام رمضان في جماعه
- أول من أقترح جمع القرآن الكريم.
- أول من منح الجوائز لحفظ القرآن الكريم.
- أول من أسقط الجزية عن الفقراء من أهل الذمة.
- أول من وضع علامات للذميين وختمرقابهم.
- أول من أمر بالتجنيد الإجباري.
- أول من استخدم القرارات المكتوبة الدواوين.
- أول من عقد مؤتمرات التدريب للقادة والولاة.
- أول من تفقد بالليل ليعرف أحوال الرعية.
- أول من أتخذ دارا للضيافة .
1ـ الصبي الجائع
في يوم من أيام المدينة وفي أحد أعيادها سهر الناس يمرحون ويلعبون . وازدحمت المدينة فما كان من أمير المؤمنين عمر إلا أن نادى أحد رجاله وهو عبد الرحمن ابن عوف وقال له هيا نحرس الناس من السرقة. وبينما هو يتجول سمع بكاء طفل بكاء شديد فأقترب من أمه. وقال لها اتقي الله وأحسني إلي ابنك ولا تجعليه يبكي.فقالت له يا رجل أنى أعوده الفطام. فقال عمر وهي لا تعرفه لماذا ؟ قالت لأنه ليس عندي شيء أطعمه. فأنصرف عمر إلي صلاة الفجرعمر كم قتل من أولاد المسلمين ثم خطب الناس وقال يا بؤس ثم أمر بأن يصرف للطفل الرضيع مثل الفطيم .
2 ـ أعرابي يطوف بأمه
كان الناس حول الكعبة يطوفون وكان زحاما شديدا. وكان سيدنا عمـر ومعه سيـدنا علي بن أبي طالـب وقال سيدنا علي لسيدنا عمـر. هيـا ندخل وسـط النـاس ونحن نطوف لعل الرحمة تنزل علي الناس فتعمنا . وبينما هم وسط الطائفين سمع شاب يناجى ربه ويقول. أنا مطيتهـا لا أنفر وإذا الركاب زعرت لا أزعر وما حملتني وأرضعتني أكثر. لبيـك اللهم لبيـك فكان دخولهم وسط من يطوفون توسلا إلي الله بالمغفرة والدعـاء بالرحمة التي قد تنزل علي هـذا الشاب الذي يحمل أمه ويطوف بها.
أقرأ أيضا > أوائل وعظماء
3ـ العجوز الشاعرة
كان سيدنا عمر كعادته يتجول في المدينة والناس نيام فسمع سيدة عجوز تجلس في كوخ وتناجى ربها وتقول علي محمد صلاة الأبرار صلي عليك المصطفون الأخيار قد كنت قوامـا بكي الأسحـار. يا ليت شعري والمنايا أطوار حل تجمعني وحبيب الـدار ولما سمع عمر هذه الكلمات بكي وطرق الباب ودخل للعـجوز وقالت له من أنت يا رجل ؟ قال أنا عمر فقـالت ومن أتي بك في هذه الســاعة ؟ فقال لها أسألي الله أن يغفر لي معك فأنشدت وقالت .عمر أغفـر له يا غفار عمر أغـفـر له يا غفـار ورجع عمر بدعاء العجوز .
4 ـ عمر يقبل ولده
جاء رجل من بنى أسد ليأخذ العهد من سيدنا عمر بن الخطاب للولاية فلما دخل هذا الرجل على سيدنا عمر وجده يقبل ابنه فقال الرجل متعجبا. أتقبل ولدك يا عمـر ؟ والله ما قبلت ولدا لي قــط فقال سيدنا عمر أنت أغلظ الناس علي ولدك . فكيف تكون رحيم بالرعية والله لا تولي عملا أبدا.
5 ـ كلكم في الجنة إلا رجل
ذات يوم كان سيدنا عمر يجلس بين أصحابه فقال سيدنا عمــر لو نادى منادى من السماء وقال كلكم تدخلون الجنة إلا رجلا واحدا لخفـت أن أكون هـو والمواقف عديدة لسيدنا عمر كلها ممتعه وشيقه وصدقت يا سيدي يا رسول الله عندما قلـت لو كان نبيا بعدى لكان عـمر أنه الفاروق عمر ابن الخطاب.
استشهاد عمر بن الخطاب
في السنة 23 هـ، طُعن عمر بن الخطاب أثناء صلاة الفجر على يد أبي لؤلؤة المجوسي، وهو من الفرس. عاش بعد الطعنة ثلاثة أيام، وأوصى المسلمين بالشورى لاختيار الخليفة من بعده، فاختير عثمان بن عفان رضي الله عنه.دفن عمر بجوار النبي ﷺ وأبي بكر في المدينة المنورة، ليبقى اسمه خالدًا في ذاكرة الأمة الإسلامية.
أثر عمر بن الخطاب في التاريخ
تظل سيرة عمر بن الخطاب منارة للأمة الإسلامية وللعالم أجمع، حيث قدّم نموذجًا فريدًا في الحكم والسياسة والعدل. امتزجت في شخصيته القوة والرحمة، الحزم واللين، الزهد والعظمة، مما جعله أحد أعظم القادة عبر التاريخ.
إن حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمثل مدرسة متكاملة في القيادة والعدل والإيمان. فقد أسس معالم الدولة الإسلامية القوية، ورسّخ مبادئ الحكم بالشورى والعدالة والمساواة. ولا تزال مواقفه وقصصه مصدر إلهام للأمة حتى يومنا هذا. ولذلك فإن دراسة سيرة عمر بن الخطاب ليست مجرد استعراض للتاريخ، بل هي دعوة لتطبيق مبادئه في حياتنا المعاصرة.
تمنياتي لكم بقراءة ممتعة وشيقة متابعينى الكرام
أقرأ أيضا
أقرأ أيضا > كيف تتعامل مع سن المراهقة
أقرأ أيضا > 6 مواقف تتعرض لها مع أبنائك
المصدر
كتاب أوائل وعظماء
تأليف جهاد حجاج
مكتبتي الجميلة my library beautiful
تعليقاتك تسعدني دائما